التخطي إلى المحتوى
محتويات

آثار الاستعمار الأوروبي على الوطن العربي كثيرة، حيث إن العالم العربي قد مر بمراحل كثيرة وواجه الكثير من الأطماع من خلال الأعداء الذين ووجهوا أنظارهم واهتماماتهم نحو البلدان العربية لغزو العالم الإسلامي، ومن خلال هذا الموضوع سوف يعرض لكم موقع مثقف آثار الاستعمار الأوروبي على الوطن العربي.

آثار الاستعمار الأوروبي

 

مر الوطن العربي بالعديد من الأزمات التي تشبه التيار الجارف، التي جعلت الدول العربية في موقف ضعف وأظهرتها في حالة يرثى لها فقد أنهكتها الحروب وتكاتف الدول الأوروبية عليها في الوقت الذي كانت أوروبا في أوج قوتها مما جعلها تواصل أسلوب الاستنزاف لتحقيق أهدافها.

حاولت دول الاستعمار السيطرة على بلدان العالم الإسلامي ولا سيما الدول العربية منها وذلك لاستنزاف خيراتها وثرواتها القيمة، وغزوا الوطن العربي بالفكر والقوة وحاولوا الدخول إليه من كافة النواحي.

يترك الاستعمار بصمته في أي دولة يقوم باستعمارها ويترك خلفه العديد من الآثار السلبية في كافة جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وذلك في حالة خروجه من تلك الدول المستعمرة، حيث إن خروج تلك الدول الاستعمارية كان أمرًا في غاية الصعوبة حتى أن بعض المؤرخين وصف ذلك بأنه أصعب من الدخول لتلك الأراضي واستعمارها.

تتنوع الآثار التي تركها لنا الاستعمار في وطننا العربي من آثار سياسية واقتصادية وغيرها.

آثار الاستعمار الأوروبي السياسية

لا تكترث دول الاستعمار سوى لمصالحها الخاصة ولا تهتم اطلاقًا بحقوق الشعوب أو حتى الحكومات، وتعمل على تشويه الحياة السياسية لدول المحتلة حتى لا تحاول الوقوف أمامها والانتصار عليها.

تم تشكيل العديد من الحكومات أيدي دول الاستعمار بحيث تضمن بشكل كامل ولاء أعضاء تلك الحكومات التام، وكذلك عجزهم عن تجاوز أي صعوبات تواجههم، ولكي تكون الكلمة الأولى والأخيرة فقط في يد حكم الاستعمار.

آثار الاستعمار على الحدود السياسية

كانت اليد العليا قديمًا في الشرق الأوسط للوطن العربي بأكمله فبالرغم من أن العالم العربي كان عبارة عن ولايات منفصلة.. إلا أن الحدود بينهم لم تشكل أي عائقًا فقد كان التنقل يسيرا بدون أي عواقب أو حواجز.

بعد الحرب العالمية الأولى فقدت الدولة العثمانية سيطرتها على الوطن العربي وبدأت دول الاستعمار الأوروبي تحاول الانقضاض على الولايات العربية وتقسيم الوطن العربي إلى دول منفصلة.

آثار الاستعمار الأوروبي الاقتصادية

الأطماع الاقتصادية هي أهم دوافع الاستعمار الأوروبي.. لذلك حاولت نهب خيرات الأراضي التي تقوم باحتلالها على الفور ومحاولة الاستفادة منها بكل الطرق الممكنة.. سواء كانت أراضي خصبة تصلح للزراعة أو مجاري مائية، أو الأهم والهدف الأساسي لهم وهي حقول البترول ومناجم للذهب.

قد كانت الآثار الاقتصادية للاستعمار هي الأخطر حيث تركت الدول الأوروبية الوطن العربي في وضع اقتصادي مزري.. ونهبت موارده لكي تمنعه من إحداث نهضة اقتصادية تقوي من موقفه.

آثار الاستعمار الأوروبي الثقافية

يمكن القول أن آثار الاستعمار الأوروبي على الوطن العربي الثقافية لم تكون عن تعمد وقصد.. ولكنها حدثت نتيجة للانتشار الواسع لدول الاستعمار في المنطقة حيث إنها تركت آثر من خلفها كان له نتيجة سلبية أدت إلى ضياع هوية بعض الدول وأحيانًا أخرى كان له أثر إيجابي في تطوير البلاد وتعرفها على الطراز الأوروبي وبعد الحرف والمهارات التي كانت محتكرة من قبل الجانب الأوروبي فقط.

كما طرق الاستعمار تأثيره في عادات وتقاليد بعض الشعوب العربية.. وقد ظهر ذلك في حياتهم الاجتماعية وملابسهم وطرازهم أيضًا.

آثار الاستعمار الأوروبي في اللغة

لقد كان لانتشار جنود الاستعمار الواسع في الدول العربية وتحدثهم بلغتهم الأم فقط وامتناعهم عن تكلم العربية دورًا فعالًا في نشر لغة الاستعمار بين الشعوب التي تم استعمارها فقد حرص الاستعمار أيضا على تعليم الشعوب للغتهم لتكون اللغة الرسمية في البلاد.

حتى يومنا الحالي هناك العديد من الدول العربية التي تتخذ لغات أوروبية أخرى لغة رسمية لها بجانب لغتهم العربية.

القراء الذين اضطلعوا على هذا الموضوع قد شاهدوا أيضًا..

دوافع الاستعمار الأوروبي للوطن العربي

هناك العديد من الدوافع التي شجعت الاستعمار الأوروبي للتعدي على الدول العربية ونهب خيراتها.. ويمكن تحديد تلك الدوافع في 5 نقاط أساسية تتمحور حول الموقع الجغرافي، وحالة الضعف، والموارد الطبيعية والخيرات العديدة.. والخوف من المكانة الدينية ومن تكوين دولة عربية قوية وموحدة تتحكم في المنطقة.

الموقع الجغرافي للوطن العربي

حيث تقع دول الوطن العربي في موقع جغرافي مميز جعلها مطمع للعديد من الدول وذلك لأنها تمتد في قارتي آسيا وأفريقيا.. كما تتضمن العديد من المضائق التي تتحكم بها بكل حرية مثل جبل طارق، ومضيق باب المندب، وقناة السويس.. ومضيق هرمز.

كما تطل معظم دول العالم العربي على العديد من البحار والمحيطات والخلجان فهي تطل على البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط وبحر العرب وخليج العقبة وخليج عدن وخليج عمان والخليج العربي.. وكذلك المحيط الأطلسي والمحيط الهندي.

وفقًا لحدود الدول العربية من البر والبحر نستنتج أنها تستحوذ على موقعًا استراتيجيًا هامًا بين قارات العالم القديم جعلها تتحكم بشكل رئيسي في طرق المواصلات العالمية التي تربط بين الشرق والغرب وهو ما جعلها في محط أنظار دول الاستعمار الأوروبي.

حالة الضعف

ظهر خلال القرن الثامن عشر الميلادي حالة من الضعف بعد سوء أحوال الدولة العثمانية مما شجع دول الاستعمار الأوروبي على نهب خيراتها.

بدأت الدول الأوروبية حينها في وضع مخططات للسيطرة على الإمبراطورية العثمانية ومحاولة سرقة أراضيها وبدأت الدول الأوروبية في التنافس على تقسيم أراضي الدولة العثمانية وبشكل خاص ولاياتها العربية التي كانت تحتوي على العديد من الثروات والخيرات والمواد الخام مما زاد من الأطماع الأوروبية.

قد أطلق المؤرخون الأوروبيون على هذا التنافس الأوروبي اسم المسألة الشرقية التي كانت أحد مظاهر انهيار الدولة العثمانية.

خيرات الوطن العربي

تعتبر الدول العربية مصدرًا هامًا للمواد الخام، ومع ظهور الثورة الصناعية زادت حاجة الدول الأوروبية إلى المواد الخام.. فبدأت تبحث عن مصادر المواد الخام والخيرات لكي تلبي احتياجات صناعاتها المختلفة لذلك اتجهت إلى استعمار دول الوطن العربي لتوفير المواد الخام.

خوف الدول الأوروبية من قيام دولة عربية موحدة

من المعروف أن الوطن العربي هو مهبط الأديان السماوية لأن معظم الأديان السماوية بدأت من الأراضي العربية.. فبدأت الدول الأوروبية في التخوف من مكانة الوطن العربي الدينية وبحجة حماية الأماكن المسيحية المقدسة طالبت بحق الحماية والدخول إلى الأراضي العربية.

فقد تخوفت أوروبا باستمرار من نجاح نهضة الدول العربية واتحادهم لبناء دولة عربية موحدة فعملت على تقسيم أراضي الوطن العربي وتفرقة الشعوب من خلال الحروب النفسية والحروب الدامية كما مارست العديد من الضغوطات أيضًا.

أنواع الاستعمار

يتضمن الاستعمار عدة أنواع يتم تصنيفها طبقًا للأهداف والأسلوب المتبع.. وقسم المؤرخين الاستعمار إلى 5 أنواع رئيسية كما يلي:

  1. الاستعمار الاستيطاني الذي تقوم دول الاستعمار خلاله بتشجيع الرعايا التابعين لها على الهجرة إلى الدول المراد غزوها ونهب خيراتها والاستقرار بها عن طريق احتلال مجموعة من الأراضي، ثم يبدأ الرعايا في التكاثر والاستثمار في الأراضي المحتلة.. وقد يصل بهم الأمر إلى قتل السكان الأصليين أو طردهم خارج أراضيهم.
  2. الاستعمار العسكري الذي يتجه خلاله جيش دول الاستعمار للدخول إلى أراضي الدول الضعيفة وفرض السيطرة عليها بدون مقدمات.. ويعتمدون على أن تلك الدول لا تملك القوة لمواجهتهم.
  3. استعمار الحماية الذي يتم اتباعها حتى الآن وتقوم خلاله دول الاستعمار بإجبار حكام الدول الضعيفة على توقيع معاهدة لحمايتها.. ويزعم الاستعمار أن الهدف من دخول أراضي تلك الدول الضعيفة هو تحقيق الحماية لشعوبها.. ثم يبدأ في السيطرة على البلاد بأكملها.
  4. الانتداب ويتم بوضع خطة تعتمد على ذكاء دول الاستعمار حيث تقوم تلك الدول بأخذ جزءًا من ثروات البلاد التي ترغب في احتلالها واستعمارها بحجة الحفاظ عليها والعمل على ازدهارها، ولكن مع مرور الأيام تبدأ في السّطو عليها دون أي حق.
  5. استعمار الوصاية ويعتبر البديل للانتداب وهو لا يختلف عنه حيث تقوم خلاله دول الاستعمار بالسيطرة على أراضي بعض الدول وجعلها ملك لهم.

تعرفنا من خلال هذا الموضوع على آثار الاستعمار الأوروبي على الوطن العربي.. حيث قدمنا إليكم أبرز الآثار السياسية والاقتصادية والثقافية.. بالإضافة إلى دوافع الاستعمار الأوروبي للوطن العربي، وتطرقنا إلى أنواع الاستعمار.. ونتمنى أن نكون قد قدمنا لكم هذا الموضوع بالمستوى المعهود وأن نكون قد أفدناكم.