التخطي إلى المحتوى
من هو أول أئمة الدولة السعودية الثانية
أول أئمة الدولة السعودية الثانية هو
محتويات

جد حُكام المملكة العربية السعودية الحالية، وأول حاكم من فرع عبد الله بن محمد بن سعود، عرف بإخلاصه وشجاعته الكبيرة وعدله واتزانه وحسن تصرفه، كان خير مُمثل للدولة السعودية، وكان من فحول الشعراء في عصره، فمن هو أول أئمة الدولة السعودية الثانية؟

أول أئمة الدولة السعودية الثانية هو

أول أئمة الدولة السعودية الثانية هو

مرت السعودية بالعديد من المراحل؛ حتى توحدت وصارت دولة مُستقلة كما هي اليوم، وقد اختلف الحُكام في كُل مرحلة بدءًا من تأسيسها فكان أول أئمة الدولة السعودية الثانية هو الإمام تركي بن عبد الله بن محمد آل سعود، مؤسس الدولة السعودية الثانية وسادس حُكام الدولة من آل سعود.

لا يفوتك أيضًا: دعاء لحفظ المملكة العربية السعودية

نشأة أول أئمة الدولة السعودية الثانية وتأسيسه

وُلد تركي بن عبد الله في الدرعية عام 1183 ه/ 1769 م، وكان أحد أبرز العناصر المُحاربة في الحرب التي انتهت بسقوط الدولة السعودية الأولى.

بعد انتهاء الحرب واستسلام عبد الله بن سعود الكبير إلى إبراهيم باشا هرب تركي إلى الصحراء واستطاع اللجوء إلى بلدة الحلوة، وذهب إبراهيم باشا إلى مصر ومعه العديد من أسرى آل سعود.

استطاع الأمير مشاري بن سعود الكبير الهروب من الحامية الموجودة في ينبع وذهب إلى الدرعية، حتى أن محمد بن مشاري بن معمر تنازل له عن الإمارة.

ظل تركي بن عبد الله في الحلوة حتى عرف بما حدث مع الأمير مشاري بن سعود الكبير ابن أخو الإمام عبد الله بن سعود الكبير الذي أمَّره على الرياض.

تمرَّد محمد بن مشاري بن معمر على الأمير مشاري بن سعود بعدما ندم على تنازله عن الإمارة لأجله واستطاع الاستقواء بقبيلة مطير وغبوش آغا قائد الحامية العُثمانية في عنيزة حتى وصل إلى مشاري بن سعود وسجنه.

عندما علم بذلك الأمير تركي في الرياض فر منها وذهب إلى ضرماء وأقام بها فترة حتى انضم إليه وأيده أهالي ضرما، واستطاع الأمير تركي بن عبد الله تكوين جيش صغير من مؤيديه في ضرما وذهب بهم إلى الدرعية وقبض على محمد بن مشاري بن معمر ثُم هاجم الرياض وقبض على والده مشاري بن محمد بن معمر.

وافق الأمير تركي على إطلاق سراح الاثنين بشرط أن يُطلقوا سراح الأمير مشاري بن سعود الكبير لكن غبوش آغا كان قد أخذه وسجنه في عنيزة حتى أنه توفى في السجن 1236 هـ.

مما أغضب الأمير تُركي كثيرًا فقتل مشاري بن محمد بن معمر وابنه محمد لأنهما كانا السبب الرئيسي وراء مقتل الأمير مشاري بن سعود الكبير.

حاول فيصل بن وطبان بمساعدة غبوش آغا محاصرة الإمام تركي بن عبد الله في الدرعية لكن الإمام تركي استطاع فك الحصار سريعًا بمساعدة جماعته، الأمر الذي أغضب محمد علي باشا في مصر ودفعه إلى إرسال كل القوات العُثمانية إلى الرياض بقيادة حسين بك.

تشاور الأمير تركي مع أصحابه فوجد أن الفرار إلى بلدة الحلوة جنوب الرياض هو الخيار الأنسب في هذه الحالة، وبالفعل نجحت الخطة وعندما جاء العثمانيون ظنوا أنه هرب إلى صحراء الأحساء

ظل تركي بن عبد الله ثلاث سنوات في بلدة الحلوة الموجودة في حوطة بني تميم يجمع أنصار آل سعود تحضيرًا لاسترداد الدولة السعودية من العُثمانيين.

استطاع تركي هزيمة حاميتي الرياض ومنفوحة في وقت قياسي وأسعد ذلك أهل نجد كثيرًا وانضموا إليه، انتهز تركي فرصة ارتباك القوات العُثمانية واستطاع الحصول على الحاميات الست وهزم العُثمانيين وأسر منهم الكثير.

بعد طرد الأمير تركي للعُثمانيين، تمت مُبايعته من قبل أهل الرياض وأصبحت منطقة نجد بالكامل تحت سيطرته، واستطاع ابنه الأمير فيصل بن تركي الهروب من أسره في مصر وأصبح المُستشار الأول لوالده في الشؤون العسكرية.

استطاع فرض الأمن والسيطرة على كل المناطق التي أخذها من العُثمانيين كما أنه اتسع جنوبًا وضم منطقة الأحساء بعدما انتصر على محمد بن عريعر وأخوه ماجد بن عريعر حكام الأحساء.

أهم الأحداث في عهد الإمام تركي بن عبد الله

استطاع إرجاع الأماكن التي كانت تابعة للدولة السعودية الأولى إلى حوزته مثل الأحساء والبحرين وعُمان بجانب نجد، وكان الإنجاز الأكبر للأمير تُركي بن عبد الله بن سعود هو منع أي تعدي من قبل الدولة العُثمانية إلى السعودية.

اختيار الرياض عاصمة للسعودية، وقد كان ذلك  اختيارًا جوهريًا حيث أنها ظلت العاصمة منذ ذلك الوقت حتى يومنا هذا، كان اتخاذها عاصمة للبلاد بُناءً على أسباب أمنية وتاريخية.

كانت مدينة الدرعية هي العاصمة التاريخية للدولة وكان يُطلق عليها (عاصمة دولة الأجداد) لكنها تأثرت كثيرًا بحصار إبراهيم باشا وتم حرق مخيلها وزرعها فكانت مُهمة إعادة بناءَها مرة أُخرى تحتاج الكثير من الوقت والجهد في الوقت الذي كان فيه الأمير تركي يُسابق الوقت لتمكين دولته وإحكام السيطرة عليها.

كان تمتع الرياض بالطبيعة الخلابة والرياض الخضراء الزاهية من أسباب اختيار الأمير تُركي عاصمة لدولته. (من هُنا جاء تسميتها بالرياض بسبب كثرة الرياض الخضراء بها).. فهي مُحاطة من كل الجهات بتلال تزيد من قدرتها على صد أي عدوان خارجي وتوفر لأهلها فرصة التحصين الجيد وتوفير الأمان.

قام الأمير تركي بن عبد الله ببعض البناءات والمُنشئات لأغراض مُختلفة في الرياض منها: بناء جامع كبير ولا يزال موجودًا وسط الرياض الحالية بعد أن تمت به العديد من عمليات التوسعة والتجديد، إعادة بناء سور المدينة.

أسرة الأمير تُركي بن عبد الله

كان للأمير تُركي أربعة أخوة وتسعة أبناء ذهب مُعظمهم إلى مصر مع إبراهيم باشا الذي أسر كثيرًا من آل سعود لكن الأمير تُركي استطاع اللجوء إلى قرية الحلوة حينها.

إخوة الأمير تُركي بن عبد الله

  • الأمير سعود بن عبد الله بن محمد آل سعود
  • الأمير محمد بن عبد الله بن محمد آل سعود
  • الأمير زيد بن عبد الله بن محمد آل سعود
  • الأمير إبراهيم بن عبد الله بن محمد آل سعود

أبناء الأمير تُركي بن عبد الله

  • الإمام فيصل بن تركي بن عبد الله آل سعود، من زوجته هيا بنت حمد بن علي الفقيه العنقري التميمي.
  • الأمير جلوي.
  • الأمير مساعد.
  • الأمير محمد.
  • الأمير عبد الله، من زوجته الأميرة الجوهرة بنت إبراهيم بن فرحان آل سعود، وهو أصغر الأبناء الذكور.
  • الأميرة الجوهرة.
  • الأميرة سارة.
  • الأميرة طرفة.
  • الأميرة هيا.

قصة اغتيال الإمام تُركي بن عبد الله

كان اغتيال الإمام تُركي بن عبد الله على يد ابن عمه مشاري بن عبد الرحمن آل سعود والذي كان من أفراد آل سعود المنفيين إلى مصر مع إبراهيم باشا.

استطاع مشاري الهروب من قبضة العُثمانيين والقدوم إلى الأمير تُركي الذي أكرمه وولَّاه إمارة منفوحة لكنه رجع وعزله من ذلك المنصب بعدما جاءه خبر بنية مشاري في الانقلاب عليه مما أشعل الحقد في قلب مشاري وجعله يرغب في الانتقام.

ذهب مشاري إلى إحدى القبائل في شمال الرياض واحتمى بهم وأعلن تمرده على حكم الأمير تركي، لكنه تفاجأ بأن سُكان الرياض كانوا مع الأمير تُركي مما دفعه إلى الهروب لمكة حتى يطلب من أهلها المُساعدة لكنه لم يتلق منهم أي ردة فعل إيجابية.

ذهب بعدها على بدلة المذنب في القصيم وطلب من أهلها التوسط للإمام تركي حتى يعفو عنه حتى عفى عنه الأمير تُركي وأعطاه بيتًا وأعاد ولايته على منفوحة.

لم يهدأ بال مشاري ولم يهدأ الحقد في قلبه فكان يُخطط طيلة الوقت للإيقاع بالأمير تُركي وقتله، وبالفعل استغل مشاري غياب أفراج أسرة الأمير تركي خاصةً ابنه فيصل بن تركي.

صنع مشاري بن عبد الرحمن كمينًا مُحكمًا لابن عمه واستطاع الإيقاع به هو وستة من عبيده أثناء خروجه من الجامع في الرياض وأطلق إبراهيم بن حمزة أحد عبيد مشاري النار على الأمير تركي حتى أرداه قتيلًا.

بعد موت الأمير تُركي تلهف مشاري لطلب المُبايعة من أهالي الرياض، لكن حكمه للدولة السعودية لم يدوم سوى أربعين يومًا قبل أن يأتي فيصل بن تركي ويقتل مشاري انتقامًا لوالده.

أفنى أئمة السعودية أعمارهم دفاعًا عن الدولة السعودية وفداءً لها، وتم الإيقاع ببعضهم غدرًا، فخلد ذكراهم في التاريخ لما قدموه من إنجازات عظيمة.