التخطي إلى المحتوى
محتويات


هل يجوز الجمع بين زوجتين في آن واحد ؛ الاسلام دين العفة والطهارة والحث على كل ما هو جميل ، وقد أجازت الشريعة الإسلامية للرجل الجمع بين عدد 4 من الزوجات بشرط الالتزام بالعدل فيما بينهم ، وقد اشارت السنة النبوية على ضرورة العدل بين الزوجات واعتبار ذلك شرطا أساسيا للزواج بأكثر من واحدة ، اما فيما يتعلق بأمور الجمع بين الزوجتين في فراش واحد فان ذلك من الأمور المحرمة شرعا .

قال ابن القيم رحمه الله :”إذا أشكل على الناظر حكم شيء : هل هو الإباحة أو التحريم : فلينظر إلى مفسدته ، وثمرته ، وغايته ، فإنْ كان مشتملاً على مفسدة راجحة ظاهرة : فإنه يستحيل على الشارع الأمر به ، أو إباحته ، بل العلم بتحريمه من شرعه قطعي ، ولا سيما إذا كان طريقاً مفضياً إلى ما يغضب الله ورسوله ، موصلاً إليه عن قرب ، فهذا لا يشك في تحريمه أولو البصائر” انتهى من ” مدارج السالكين “ ( 1 / 496 ) .

الجمع بين زوجتين في غرفة واحدة

أجمع فقهاء المسلمين استنادا لما ورد في العديد من احاديث الرسول صل الله عليه وسلم على أن الجمع بين زوجتين في داخل غرفة واحد يكون من الأمور التي لا تتسم  بالحياء والذي يعتبر من السمات الاساسية للدين الاسلامي الحنيف ، ولذلك ووفقا لما انتهى إليه الفقه الإسلامي في هذا الصدد فانه يجب ان يكون لكل من الزوجات سواء اثنين او اكثر من ذلك بحسب ما اقره الشرع في غرفة مستقلة لها دون الأخرى .

النَّبي – صلَّى الله عليْه وسلَّم – يقول: “والحياءُ شعْبة من شُعب الإيمان”؛ متَّفق عليه.

الجمع بين الزوجتين في فراش واحد

بالرغم من جواز الجمع بين زوجتين في داخل منزل واحد فقد أجمعت المذاهب الفقهية الاربعة في هذا الشأن على عدم اباحة الجمع بينهما على فراش واحد وذلك لما قد تم ذكره في عدد من الأحاديث النبوية وما جاء في سنة الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه من عدم جواز رؤية المرأة لعورة المرأة مع تحريم رؤية الرجل لعورة الرجل ، ومثل هذه العادة القبيحة قد تكون في بلاد الغرب والغير مسلمين .

روى أحمد وأبو داود عن بَهْز بن حكيم، عن أبيه عن جدِّه قال: قلتُ: يا رسول الله، عوراتنا: ما نأتي منْها وما نذر؟ قال: “احفَظْ عورتَك؛ إلاَّ مِن زوجتِك، أو ما ملكت يَمينُك))، قال: قلت: يا رسول الله، إذا كان القوم بعضُهم في بعض؟ قال: ((إنِ استطعتَ ألاَّ يرينَّها أحدٌ، فلا يرينَّها))، قال: قلتُ: يا رسول الله، إذا كان أحدُنا خاليًا؟ قال: ((الله أحقُّ أن يُستحْيا منْه من النَّاس”

وطء زوجتين معا في آن واحد

بحسب ما ورد في السنة الشريفة من تحريم الجمع بين زوجتين في فراش واحد فان من باب أولى يكون الوطء في هذة الحالة من المحرمات وذلك وفقا لما قد جاء به الدين الاسلامي الحنيف من استحباب العفة وضرورة التمسك بالحياء الذي يعتبر من المقومات الاساسية للاسلام الصحيح مع عدم الإضرار بمشاعر الزوجات والحرص على التآلف والمعاشرة الحسنة بين الأزواج .

روى مسلم عن أبي سعيدٍ الخدْري: أنَّ رسولَ الله – صلَّى الله عليْه وسلَّم – قال: “لا ينظُر الرَّجل إلى عوْرة الرَّجل، ولا المرأة إلى عوْرة المرْأة، ولا يُفْضِي الرَّجل إلى الرَّجل في ثوب واحد، ولا تُفضي المرأة إلى المرأة في الثَّوب الواحد”.

حكم تقبيل الزوجين معا

من الامور الهامة التي حرص عليها الإسلام هو الحرص على عدم الإضرار بالآخرين باى من انواع الضرر الجسدي او النفسي ، إذ يعتبر كافة ما يدخل في هذا الإطار من الضرر من المحرمات شرعا ، وقد استنبط الفقهاء من هذة القاعدة التي تتمثل في أن لا ضرر ولا ضرار عدم جواز تقبيل الزوجة أمام ضرتها وعدم الجمع بين الزوجتين في هذا الامر من اجل الحفاظ على مشاعر الزوجة وعدم الإضرار بها .

قال ابن قدامة رحمه الله :”ولا يجامع بحيث يراهما أحد ، أو يسمع حسَّهما ، ولا يقبِّلها ، ويباشرها عند الناس .

حكم مداعبة الزوجين معا

التقبيل والمداعبة وما الى ذلك من الأمور المباشرة ومقدمات المعاشرة الزوجية لا تصح إلا في سرية تامة وبين الزوج وزوجته فقط ولا يجوز الجمع بين زوجتين في مثل هذة الامور وذلك باجماع الفقهاء لما في هذا الامر من خصوصية يجب أن يختص بها الزوج مع زوجة واحدة فقط .

قال الحسن‏‏- في الذي يجامع المرأة والأخرى تسمع – قال ‏:‏ كانوا يكرهون الوجس ، وهو الصوت الخفي .
ولا يتحدثِ بما كان بينه وبين أهله” انتهى من ” المغني ” ( 8 / 136 ) .

وجودكم معنا شرف لنا بموقعكم مثقف