التخطي إلى المحتوى
محتويات


الدعاء على الظالم والمفتري مستجاب عبر موقع مثقف؛ قال رسول الله-عليه الصلَّاة والسَّلام- (اتَّقوا دعوةَ المظلومِ، وإن كان كافرًا، فإنه ليس دونها حجابٌ)، ومن هذا الحديث  يتضح قيمة دعوة المظلوم عند الله سبحانه وتعالى وأنه لا يردها أبداً لذلك يجب على الإنسان الذي تعرض إلى ظلم ما أن يثق بالله تعالى وأن يتوسل إليه بأن يأخذ حقه ممن ظلمه كما يجب على هذا الإنسان أن يتحلى بالصبر لأن المولى عز وجل يمهل ولا يهمل.

هل يجوز الدعاء على الظالم ؟

يتساءل الكثير ممن يتعرضون إلى الظلم في حياتهم عن حكم الدعاء على من ظلمه خاصة أن الكثير من العلماء قد أكدوا على كراهة دعاء العبد على شخص آخر خاصة أن الملائكة ترد على دعاء المسلم للآخر قائلة “ولك المثل” إلا أن العالم ابن كثير قد أوضح عن ابن عباس أن الله قد حرم دعاء العبد على عبد آخر سوى في حالة الظلم.

وأشار ابن الكثير إلى أنه يجوز للعبد المظلوم الدعاء على من ظلمه طالما قد تعرض للظلم وتسبب له بالأذى سواء كان أذى نفسياً أو جسدياً، وعلى الرغم من أن العفو والصفح أفضل عند الله إلا أن الإنسان يكون غير مجبر على ذلك في حالة لم يستطيع الصفح عمن ظلمه.

الدعاء على المفتري والظالم

هناك بعض الأشخاص في حياتنا يظنون أنهم يملكون من السلطة والجاه ما يمكنهم من جعل جميع من حوله تحت إمارته، وأنه لا يستطيع أحد من البشر أن يفعل له شيئاً ولكنه يكون خاطئ لأن من خلقه قادراً على فعل كل شيء سبحانه وتعالى يقول للشيء كن فيكون لهذا يجب على الظالم أن يتذكر دائماً الله وأن يعود عن ظلمه لأن الدعاء على المفتري يكون مستجاب في حالة خرج من فاه المظلوم.

((اللهم إن الظالم مهما كان سلطانه لا يمتنع منك فسبحانك أنت مدركه أينما سلك، وقادر عليه أينما لجأ، فمعاذ المظلوم بك، وتوكّل المقهور عليك، اللهم أنى أستغيث بك بعدما خذلني كل مغيث من البشر، وأستصرخك إذا قعد عنى كل نصير من عبادك، وأطرق بابك بعد ما أغلقت الأبواب المرجوة، اللهم انك تعلم ما حلّ بي قبل أن أشكوه إليك، فلك الحمد سميعاً بصيراً لطيفاً قديراً)).

التحذير من الظلم في الإسلام

حذر الدين الإسلامي من الظلم في الحياة الدنيا في الكثير من المواضع المختلفة سواء كان في السنة أو الكتاب حيث أكدت الدعوة الإسلامية على أن الله العدل لا يقبل أبداً بالظلم خاصة لعباده؛ فسبحانه وتعالى قد يسامح في حقه إلا أنه لا يفرط في حق عبد له أبداً فنجد أن الحبيب المصطفى -صلى الله عليه وسلم- قد قال: (اتَّقوا الظُّلمَ، فإنَّ الظُّلمَ ظلماتٌ يومَ القيامةِ، واتَّقوا الشُّحَّ فإنَّ الشُّحَّ أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءَهم واستحلُّوا محارمَهم).

الدعاء على الظالم

توجد العديد من الصيغ المختلفة للدعاء على الظالم والذي يكون مستجاب بصورة كبيرة لأن دعاء المظلوم ليس بينه حاجب بين وبين الله كما أخبرنا الرسول الكريم مما يتيح للمظلوم الدعاء بما في قلبه دون التمسك بدعاء بعينه حتى يأخذ الله له حقه ويرد عنه الظلم.

((رفعت يدي إلى الله وقلت يا رب أغلقت الأبواب إلا بابك وانقطعت الأسباب إلا إليك ولا حول ولا قوة إلا بك يا رب؛ اللّهم إنّي ومن ظلمني من عبيدك، نواصينا بيدك، تعلم مستقرّنا ومستودعنا، وتعلم منقلبنا ومثوانا، وسرّنا وعلانيتنا، وتطلع على نيّاتنا، وتحيط بضمائرنا، علمك بما نبديه كعلمك بما نخفيه، ومعرفتك بما نبطنه كمعرفتك بما نظهره، ولا ينطوي عليك شيء من أمورنا، ولا يستتر دونك حال من أحوالنا، ولا لنا منك معقل يحصننا، ولا حرز يحرزنا، ولا هارب يفوتك منّا)).

دعاء على الظالم مستجاب

((اللهم إني أسألك بنورك وعزك وجلالك، وجميع معاليك أن تأخذ من يؤذيني أخذ الزلزلة، أخذ الرابية أخذ الدمدمة أخذا وبيلا، أبده ابطش به البطشة الكبرى، انتقم منه، اجعل كيده في تضليل، وأرسل عليه طيرا أبابيل، وألقه في الحطمة الكبرى، خذه أخذ عزيز مقتدر)).

((اللهم أحص الظالمين وأعوانهم ومن ركن إليهم ومن والاهم عدداً، واقتلهم بدداً، ولا تغادر منهم أحداً، وسلّط عليهم جنودك، ودمّرهم بقدرتك وجبروتك، وأذلّهم لعبادك المظلومين والمستضعفين في الأرض يا رب العالمين، ربّنا افتح بيننا وبين الظالمين بالحقّ وأنت خير الفاتحين)).

ملاحظة: ليس شرطاً أن تكون الأدعية المذكورة في هذا الدعاء هي التي يجيبها الله فقط بل أن الله قريب من عباده يجيب لهم الدعوات في كل وقت، ولكل منا الدعاء الذي يحب أن ندعي به في وقت الضعف والشعور بالظلم؛ فشاركونا بدعائكم هذا.