التخطي إلى المحتوى
محتويات

الحكمة الشهيرة تقول أن العدل أساس المُلك. هذا العدل بين الغرباء، بين جميع الناس وكل الناس، يحرص عليه جميع الأخيار والمؤمنين، ويحثنا عليه الله ورسوله الكريم، العدل هو من الصفات الحسنة والمطلوبة، لذلك من الطبيعي أن تجد هُناك من يهتم بفكرة العدل بين أولاده، من يخشون أن يقعون في فخ التفريق والتمييز بين الأبناء فيحاسبهم الله على ذلك ويكره الأبناء بعضهم بعضًا.

العدل بين الأبناء في المعاملة الحسنة

في البداية علينا أن نعرف أن للتفريق أنواع عدة؛ فهناك التمييز بينهم والتفريق لأجل الذكر والأنثى، فتجد من يحب الإبن الذكر أكثر من البنت الأنثى، أو العكس وإن كانت الحالة الأولى شائعة بكثرة، وتجد أيضًا من يحب الإبن الأصغر ويفضله عن بقية إخوته، وهكذا.

المشكلة أن هذا التمييز يتم ترجمته لأفعال حقيقية ليس في توزيع مشاعر الحب فقط ولكن في الماديات ايضًا، فتجد هناك من يأخذ مصروفًا أكثر من إخوته، من يشتري ملابس أكثر، والأمثلة على ذلك كثيرة.

العدل بين الابناء

كيف أعدل بين أولادي؟

نقدم لكم في هذه السطور الطرق التي يُمكنها أن تساعدك في تحقيق العدل التام والكامل بين أبنائك جميعهم.

  • ينبغي عليك في البداية ألّا تستخدم اسلوب العنف مع الأبناء، والتحدث بالحُسنى، وعدم اسخدام الضرب إلا عند اللزوم وبالضوابط الشرعية الموضوعة لذلك، وينبغي أيضًا مراعاة فروق السن في هذا الأمر، ففي مسألة العقاب لا ينبغي أن يُعامل المراهق مثل الطفل، ولا الشاب اليافع مثل المراهق والطفل، فلكلٍ وسيلة العقاب المناسبة له، لكن لا ينبغي أن تقوم بمعاقبة شخص وترك البقية بدون عقاب في حالة الخطأ الذي يستلزم ذلك.
  • العدل في منحهم المصاريف من الأمور الهامة مع المُراعاة الكاملة لأوضاعهم، فعلى سبيل المثال لا ينبغي أن يكون لديك ولدان في المرحلة الابتدائية وتقوم بمنح واحد مصروف أكبر من الثاني، لأن كلاهما متشابهان، لكن يُمكنك عمل ذلك مع الإبن في المرحلة الجامعية أو الثانوية والآخرين في الإبتدائية لأن الحاجات هنا مختلفة، مع تفهيمهم جميعًا أن هذا ضروري وأنهم عندما يكبرون سيكونون مثله، وإن أحسست بعدم التفهم منهم فاحرص على ان يكون الأمر سري.

كيف اعدل بين اولادى

  • العدل في الطعام هام جدًا، ويتبدى فيه حرص الأب والأم على تساوي جميع الأبناء، ويغرس في داخلهم فكرة حب العدل، فلا يمكنك أن تمنح واحدًا قطعة لحم كبيرة على سبيل المثال وتجعل الآخر يأخذ قطعة صغيرة، ولا يمكنك أن تجعل أحدهم يأكل الدجاج وآخر لا يأكل أصلًا، كن حذرًا من هذه النقطة والتزم بها جيدًا.
  • توزيع الحنان على الأبناء مهم جدًا، وكن حذرًا أن يشعر أبنائك أنك تمنح الحنان والمحبة لواحد منهم دون الآخرين، حتى لو كنت تفضّل واحد منهم عن البقية فاحتفظ بهذا الأمر في نفسك، وانشر المحبة للجميع، فإذا قمت باحتضان واحد عليك احتضان الجميع، وإذا قمت بتقبيل شخص قبلتان فينبغي أن تفعل الشيء نفسه مع الجميع.
  • حاول ألّا تلقي بجميع الأعباء على الأبناء الكبار سنًا لأنهم في النهاية سيظلون أبناءك وسيظلون مثل إخوتهم حتى ولو كبروا وصاروا رجالًا يافعين، فلا تحملهم أخطاء إخوتهم الآخرين ولا أوزارهم، وكن حريصًا أن يأخذوا حقهم كاملًا مهما كان ضئيلًا أو بسيطًا في نظرك، وإن تنازلوا عن شيء فليتنازلوا عليه بأنفسهم بدون إيعاز منك وعن طيب خاطر لأن هذه هي النقطة الهامة في الموضوع.
  • إن غرس صفة العدل في أبناءك لا تكون من خلال الخطب الرنانة بقدر ما تكون من خلال معايشتهم لهذا في حياتهم كتطبيق عملي، فعندما يرونك تحرص على تطبيق العدل في أعاظم الامور وسفاسفها سيفعلون الأمر نفسه في حياتهم.