التخطي إلى المحتوى
محتويات


دعاء النصف من شعبان مكتوب عبر موقع mthqf.com ؛ من رحمة الله بعباده أنه خصص بعض الليالي من العام التي تكون بمثابة الفرصة العظمى للعباد من أجل العمل لآخرتهم لأن هذه الليالي تكون فيها الرحمة والمغفرة من الله مضاعفة عن أي ليلة، ومن أجمل الليالي التي من الممكن أن يستغلها المسلم من أجل زيادة حسناته في صحيفته ومحو بعض من سيئاته هي ليلة النصف من شعبان التي سوف نتعرف عليها بالتفصيل بالإضافة إلى أفضل الأعمال التي يمكن أن نقوم بها في هذه الليلة المباركة.

ليلة النصف من شعبان

شهر شعبان هو الشهر الثامن من شهور السنة الهجرية، وفيما يخص ليلة النصف من شعبان فهي الليلة التي تسبق يوم 15 من شهر الشهر الفضيل، والتي تبدأ مع غروب شمس يوم 14 حتى بزوغ فجر يوم 15، وفي هذه الليلة المباركة أمر الله –سبحانه وتعالى- رسوله الكريم بتحويل القبلة من المسجد الأقصى بفلسطين إلى الكعبة الشريفة بمكة المكرمة، وقد ورد ذلك في قوله تعالى (قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ۗ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ) [البقرة الآية 144].

دعاء ليلة النصف من شعبان

في البداية يجب أن نشير إلى أنه لم يرد عن الرسول –صلوات الله عليه- دعاء خاص بليلة النصف من شعبان بل أن هذا الدعاء وارد عن بعض الصحابة والسلف الصالح؛ فنجد أن “ابن عمر” –رضوان الله عليه- قد ذكر أنه لم يدعي مرة بهذا الدعاء في هذه الليلة الكريمة إلا وأن استجاب الله له ووسع له في رزقه ومعيشته لهذا اتبعه السلف وأحبوا الدعاء بـ دعاء ليلة النصف من شعبان.

اللَّهُمَّ يَا ذَا الْمَنِّ وَلَا يُمَنُّ عَلَيْهِ، يَا ذَا الْجَلَالِ وَالإِكْرَامِ، يَا ذَا الطَّوْلِ وَالإِنْعَامِ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ظَهْرَ اللَّاجِئينَ، وَجَارَ الْمُسْتَجِيرِينَ، وَأَمَانَ الْخَائِفِينَ. اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ كَتَبْتَنِي عِنْدَكَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ شَقِيًّا أَوْ مَحْرُومًا أَوْ مَطْرُودًا أَوْ مُقَتَّرًا عَلَيَّ فِي الرِّزْقِ، فَامْحُ اللَّهُمَّ بِفَضْلِكَ شَقَاوَتِي وَحِرْمَانِي وَطَرْدِي وَإِقْتَارَ رِزْقِي، وَأَثْبِتْنِي عِنْدَكَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ سَعِيدًا مَرْزُوقًا مُوَفَّقًا لِلْخَيْرَاتِ، فَإِنَّكَ قُلْتَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ فِي كِتَابِكَ الْمُنَزَّلِ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكَ الْمُرْسَلِ: ﴿يَمْحُو اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ﴾، إِلَهِي بِالتَّجَلِّي الْأَعْظَمِ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَهْرِ شَعْبَانَ الْمُكَرَّمِ، الَّتِي يُفْرَقُ فِيهَا كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ وَيُبْرَمُ، أَنْ تَكْشِفَ عَنَّا مِنَ الْبَلَاءِ مَا نَعْلَمُ وَمَا لَا نَعْلَمُ وَمَا أَنْتَ بِهِ أَعْلَمُ، إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعَزُّ الْأَكْرَمُ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

فضل ليلة النصف من شعبان

يمكننا التعرف على فضل ليلة النصف من شعبان من خلال الحديث الشريف كريم حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ” إذا كان ليلة النصف من شعبان اطلع الله إلى خلقه فيغفر للمؤمنين ويخلي للكافرين ويدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه”، ومن خلال  هذا الحديث نعلم أن الله في هذه الليلة المباركة يكون قريب من عباده ويجيب لهم دعواتهم ويغفر الذنوب ويعفو عن عباده المتقين.

كما يُقال أن الأعمال تُرفع في هذه الليلة إلى المولى –عز وجل- التي ينظر إليها ويغفر الكثير من الذنوب عدا المتخاصمين فإن أعمالهم تظل معلقة، ولكن يجب الإشارة إلى أن معظم العلماء قد أكدوا على أن الخصام في الإسلام أمر غير مستحب ومكروه للخالق طوال الوقت وليس في ليلة 15 من شهر شعبان فقط، واستدل أولو العلم على ذلك من حديث الحبيب المصطفى فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين والخميس فيغفر الله لكل عبد لا يشرك بالله شيئاً، إلا رجلاً كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقول: أنظروا هذين حتى يصطلحا”.

أفضل الأعمال في النصف من شعبان

هناك بعض الأحاديث المغلوطة والضعيفة والمنسوبة إلى خاتم المرسلين –صلى الله عليه وسلم- عن الأعمال التي يجب على المسلم أن يقوم بها في ليلة النصف من شعبان منها الحديث من صلى في هذه الليلة خمس عشرة من شعبان مائة ركعة أرسل الله إليه مائة ملك، ثلاثون يبشرونه بالجنة، وثلاثون يؤمنونه من عذاب النار، وثلاثون يدفعون عنه آفات الدنيا، وعشرة يدفعون عنه مكائد الشيطان”، وهذا الحديث قد اتفق عليه جميع العلماء أنه حديث باطل.

  • كثرة الدعاء: لأن الله في هذه الليلة يتنزل إلى السماوات الأولى ويكون قريب من عباده لذلك يستحب أن يدعو العبد بكل ما ترجوه نفسه في هذه الليلة.
  • قيام الليل: ليست هناك بدعة في أن يحرص العبد على صلاة قيام الليلة في هذه الليلة، ولكن وفقاً للعدد الذي جاء عن الرسول والذي لم يتعدى 13 ركعة.
  • قراءة القرآن: تعد قراءة القرآن من أفضل العبادات التي يمكن أن يقوم بها العبد على الإطلاق في حياته بصفة عامة أو في ليلة النصف من شعبان بصفة خاصة على الرغم من أنه لم يرد عن الرسول أو الصحابة أن قراءة القرآن في هذه الليلة واجب إلا أن العلماء لديهم رأي ثابت أن قراءة التنزيل الكريم في كل وقت يعود بالنفع على الإنسان.
  • الصيام: وهنا يجب أن نتوقف ونوضح أن صيام يوم 15 من شهر شعبان لا يكون لليلة نفسها بل أن الصيام هنا يكون طبقاً للسنة النبوية الشريفة التي تقضي بصيام ثلاثة أيام من كل شهر هجري (15،14،13)، وبالتالي يُصادف أن ليلة النصف من شعبان تكون تبع هذه الليالي، ولكن إن لم يصم المسلم يومي 14،13 فإنه لا يجوز أن يصوم يوم 15 لأن الصيام في هذه الحالة يُعد بدعة.

هل كانت المعلومات المقدمة خلال هذا التقرير عن ليلة النصف من شعبان مفيدة لكم ؟