التخطي إلى المحتوى
محتويات


حكم الوقوف للسلام الملكي ؛ هناك الكثير من السلوكيات العامة والمراسم تعتبر بمثابة رموز خاصة بكل دولة على حدة ، و قد اختلفت التيارات الاسلامية التي تتسم بالطابع السياسي في هذا الصدد حول حكم تلك الرمزيات الوطنية ومدى ما يكون من حكم الالتزام بها .

روى البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «أخذ الراية زيد فأصيب -يعني: في غزوة مؤتة-، ثم أخذها جعفر فأصيب، ثم أخذها عبد الله بن رواحة فأصيب – وإنَّ عيني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لتذرفان – ثم أخذها خالد بن الوليد من غير إمرة ففُتِح له»

تضارب المفاهيم بشأن الوقوف للسلام الملكي

في الفترة الأخيرة أثارت بعض الصور قضية هامة من القضايا الخاصة بالوطن تتمثل في حكم الوقوف للسلام الملكي وهو ما يراه البعض وخاصة هؤلاء المنتمون الى التيارات الاسلامية السياسية بأنه يدخل في سياق التعظيم لغير الله وهو ما يخالف الشرع والدين ، في حين جاء البعض بأن هذا العمل المشار إليه يعتبر من قبيل الولاء للوطن الذي لا يكون مخالفا للشرع .

عدم الوقوف للسلام الملكي

استند الكثير من علماء الفقه المعاصرين في شأن الوقوف للسلام الملكي على بعض من الأحاديث التي جاءت في صحيح البخاري وايضا جاء بها فقه الإمام أحمد بن حنبل وآخرون على أن الوقوف يقصد به التعظيم وهذا لا يكون إلا إلى الله عز وجل ، وإن كان هذا الوقوف يصح لغير الله لكان الأمر بالوقوف الى رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام في عهد الصحابة رضي الله عنهم

روى البخاري في الأدب المفرد والترمذي في سننه عن أنس رضي الله عنه بإسناد صحيح أنه قال: ما كان في الدنيا شخص أحب إليهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانوا إذا رأوه لم يقوموا له، لما كانوا يعلمون من كراهيته لذلك.

رأي الشيخ عبيد الجلال

أشار الشيخ عبيد الجلال وهو المدير العام لفرع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في منطقة الجوف بالمملكة العربية السعودية على أن مسألة الوقوف للسلام الملكي تدخل في إطار التجسيد لرموز الوطن وما يجب أن يكون عليه كل فرد من أفراد شعب هذا الوطن من إبراز كافة مظاهر الاعتزاز والتقدير والاحترام للرموز والتقاليد الوطنية .

“لا أرى في وقوفي للسلام الوطني أي تقصير في ديني، وخصوصاً أن رايته تحمل التوحيد، ولا إله إلا الله راية كل مسلم، ويجب على كل مسلم أن يفتخر بها”

مسألة الولاء للوطن

تقديس المعتقدات التي تبني عليها عادات وتقاليد الوطن يعتبر من قبيل الولاء الواجب على كل فرد ينتمي لهذا الوطن وهذا ما ذهب إليه الشيخ عبيد الجليل مدير فرع وزارة الشئون الاسلامية بالجوف وما اكد عليه المذكور في هذا الشأن من أن لا يوجد نص صريح يمنع من الوقف للسلام الملكي وكل ما جاء في هذه المسألة هو من قبيل الاجتهاد وليس أكثر .

فتاوى الوقوف للسلام الملكي

كما جاء الشيخ عبيد الجليل في هذا الشأن وما يكون من اختلاف الفتاوى والآراء حول مدى وجوب الوقوف للسلام الملكي بأن هذا التضارب يأتي في اطار الصور السلبية التي لا يجب أن تكون مع الاشارة الى ان  ما تقوم به الشخصيات السياسية والدينية البارزة من أعمال يجب أن تتميز بالوعي والدراية لما تمثله هذه الأعمال من قدوة للشباب .

الشخصيات الدينية: “قدوة للشباب وللجمهور إلى جانب شدة تأثيرها، ولن نستطيع ترجمة أقوالنا سوى من خلال مواقفنا”.

حكم الالتزام بالعادات والتقاليد

من الأمور المتفق عليها احترام عادات كل بلد والوقوف على ما تكون عليه التقاليد المغروسة في قلوب الشعوب بشرط ان لا تخالف تلك العادات الشرع والدين ، حيث أن ما جاءت به العقيدة الإسلامية من أحكام هو من المقدسات التي يجب الحفاظ عليها وعدم مخالفتها بأي حال من الأحوال والانسياق وراء التقليد الأعمى للشعوب .

  •  ثبت في سنن أبي داود بسند صحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ومن تشبه بقوم فهو منهم.
  • ثبت في الصحيحين عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً بشبر، أو ذراعاً بذراع، حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه، قالوا : اليهود والنصارى ؟ قال : فمن؟.

فضل الالتزام برموز الوطن

جاء في أمانة الفتوى دار الافتاء المصرية على أن الوقوف للسلام الوطني أو ما يكون من تحية العلم هي من الرموز التي يجب الالتزام بها والتي تؤدى الى التقديس المستحب للوطن الذي يؤدي الى التكاتف والوحدة ويدخل في سياق حب الوطن .

لا مانع شرعًا من تحية العلم والوقوف للسلام الوطني؛ فكِلاهُما تعبير عن الحب لرمز الوطن وعلامته وشعاره

وذلك لما في اتباع تلك الرموز من وجهة النظر السابقة من اتباع لتعاليم الحب للوطن والانتماء المستحب والواجب على الشعوب للأوطان .

نرحب بوجودكم وآرائكم في موقعكم مثقف