حوار بين شخصين عن التعاون

حوار بين شخصين عن التعاون

هنالك أكثر من حوار بين شخصين عن التعاون قد أوضحوا أن التعاون من القيم التي تُساعد على تقدم الشعوب، وسعيًا منه لترسيخ قيمة التعاون بين الأشخاص، سيقوم موقع مثقف بتناول تعريف التعاون وأشكاله والآثار المترتبة على أن يسود التعاون بين الأفراد في السطور القادمة.

حوار بين شخصين عن التعاون

من المُتعارف عليه أن التعاون من القيم التي أصبح يفتقر إليها مجتمعنا، وإليكم حوار بين شخصين عن التعاون تناولا فيه موقفًا يوضح أهمية أن يسود التعاون بين الأشخاص.

حوار بين الأم وأبنتها عن التعاون

شعرت فتاة تدعى (يارا) بالتوتر والغضب عندما طُلب منها أن تتعاون مع صديقاتها في الجامعة لأداء بعض المهام الدراسية، وقامت بالتحدث مع والدتها.

(يارا): لماذا لا أقوم بإتمام مهامي الدراسية بمفردي؟ فأنا لا أريد أن يُساعدني بها شخصًا آخر.

الأم: التعاون يا أبنتي من شأنه أن يجعل إتمام المهام أسرع، وأن يُقلل من الوقت المُستهلك لإتمام تلك المهام.

(يارا): ما فائدة التعاون إذا كان بإمكاني أن أنجز المهمات المطلوبة مني بمفردي يا أمي؟

ابتسمت الأم وقالت لأبنتها: هنا يكمُن الهدف من التعاون، إن كنتِ تريدين إنجاز تلك المهام فيجب عليك السماح لزميلاتك بمساعدتك لأن الهدف المشترك بينكن هو السعي لتحقيق المصلحة العامة والتي تتمثل في إتمام تلك المهام المدرسية، فبالتأكيد أن قمتي بتلك المهام الدراسية بمساعدة صديقاتك سيكون الجهد أقل، والنتيجة أفضل.

(يارا): شكرًا يا أمي لقد توصلت لوجهة نظرك.

حوار عن تعاون في صدر الإسلام

من المعروف أن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- يُعد بمثابة القدوة الحسنة لنا في الأخلاق الحميدة، وقد أمرنا رسولنا الكريم ببعض الصفات والقيم الواجب اتباعها، ومن تلك القيم كان التعاون، وإليكم حوار بين صديقين يٌبرز قيمة التعاون.

(يوسف): مرحبًا إبراهيم، أود أن أطرح عليك سؤالًا.

(إبراهيم): مرحبًا يوم، ما هو سؤالك؟

قرأ (يوسف) ما جاء في سورة المائدة: بسم الله الرحمن الرحيم:

“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلَائِدَ وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَانًا ۚ وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا ۚ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُوا ۘ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (2)” صدق الله العظيم.

وطلب من (إبراهيم) أن يُعيطه مثالاً على التعاون في عهد الرسول -صلى الله عليه وسلم.

(إبراهيم): عندما كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يدعو إلى نشر الإسلام في مكة، تعاون معه المسلمون في نشر الدعوة وساندوه، حيث اعتنق الإسلام على يده (عثمان بن عفان) و(عبدالرحمن بن عوف) و(أبو عبيدة بن الجراح) عليهم السلام.

(يوسف): أخبرني المزيد يا (إبراهيم).

(إبراهيم): وكذلك بعد هجرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- للمدينة المنورة، بدأ ببناء مسجدًا للمسلمين، واشترك الرسول الكريم بنفسه في أعمال البناء، فحمّل -عليه أفضل الصلاة والسلام- الطوب مثل أصحابه، وهو دليل على أنه كان يتصف بسمة التعاون، فإن اتبعها الأفراد في وقتنا الحالي فيما بينهم سيعُم الخير والمودة بالتأكيد.

(يوسف): ما أجمل أخلاق رسولنا الكريم وصحابته، وما أعظم التعاون.

القراء الذين اضطلعوا على هذا الموضوع قد شاهدوا أيضًا..

حوار بين شخصين عن الصدق والأمانة والكذب

حوار بين شخصين عن العلم والجهل

حوار بين شقيقين عما هو التعاون

(أحمد): هل يُمكنك يا أخي أن تشرح لي ما هو التعاون؟

(مصطفى): التعاون لغة تأتي من العون، أي تقديم المساعدة للغير بغض النظر عن صفته أو مدى قربه إليك، أما عن التعاون اصطلاحًا فإنه يعني تقديم المساعدة للغير بغير أجر؛ بغرض نيل لأجر والثواب من الله.

(أحمد): وهل التعاون يعد صفة فطرية أم مُكتسبة؟

(مصطفى): يُعد التعاون سلوك مشترك وفطري بين الناس، حيث أن الشخص دائمًا ما يحتاج لغيره ليُساعده ويمد يد العون له مهما كان الأمر بسيطًا؛ والدافع وراء ذلك هو دافع معنوي؛ لأن الشخص بطبعه كائن اجتماعي فيريد أن يشعر بوجود من حوله بشكل مستمر من خلال تعاونهم معه.

يهدف التعاون في طياته إلى تحقيق هدف معين أو مصلحة مشتركة بين الأفراد، ويُمكن أن يكون التعاون مُقتصرًا على شخصين فقط، كما يُمكن أن يضم مجموعة من الأفراد يجمعهم هدف معين يسعون لتحقيقه.

حوار بين شخصين عن أهمية التعاون في الإسلام

(أحمد): أخبرني يا أخي ما هو الدليل السماوي على أهمية التعاون؟

(مصطفى): الدليل على أهمية التعاون ما جاءت به الأديان السماوية، حيث أشارت لضرورة التعاون بين الأفراد، وجاءت بعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة التي توضح ضرورة التعاون فيما بين الأفراد، ومنها ما جاء في سورة القصص آية (34،35):

بسم الله الرحمن الرحيم “أَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ * قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا أَنْتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ” صدق الله العظيم، كما أشار الله تعالى لأهمية التعاون في الآية 2 من سورة المائدة حين قال: بسم الله الرحمن الرحيم ” وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ و َالْعُدْوَانِ” صدق الله العظيم.

(أحمد): ولكنك ذكرت الأدلة من القرآن الكريم فقط ولم تذكر أي حديث شريف يٌبين قيمة التعاون يا أخي.

(مصطفى): جاءت السنة النبوية تؤكد قيمة التعاون أيضًا، حيث هناك بعض الأحاديث التي تدعو لقيمة التعاون منها:

روى النعمان بن بشير رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “مَثَلُ المُؤْمِنِينَ في تَوادِّهِمْ، وتَراحُمِهِمْ، وتَعاطُفِهِمْ مَثَلُ الجَسَدِ إذا اشْتَكَى منه عُضْوٌ تَداعَى له سائِرُ الجَسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى” (صحيح مسلم).

حوار بين شخصين عن أشكال التعاون

(أحمد): هل يُمكنك أن تُحدثني عن أشكال التعاون؟

(مصطفى): هناك العديد من أشكال التعاون الهدف منها تعزيز وترسيخ التعاون بين الأفراد في المجتمع، ومنها: أن يُساعد الزوج زوجته في الأعمال المختلفة سواءً المنزلية أو غيرها، من شأنه تعزيز وتقوية العلاقة بينهما بالتأكيد، أن يتعاون الشقيق مع شقيقه فيما بينهما لإنجاز أي شيء من الأشياء.

كمثال على ذلك سيدنا هارون عليه السلام- حين ساعد شقيقه سيدنا موسى عليه السلام لنشر الدعوة بين الناس.

أيضًا من أشكال التعاون وصوره التعاون بين الأصدقاء لإتمام أمرٍ ما، والتعاون بين الجيران، بالإضافة للتعاون الموجود بين زملاء العمل والذي غالبًا ما يقوم على المصلحة المشتركة بهدف تحقيق الصالح العام، ومساعدتك لكبار السن أيضًا شكل مهم من أشكال التعاون.

حوار عن الأثر الناتج عن التعاون

(أحمد): هل هناك آثار مترتبة على أن يسود التعاون بين الأفراد؟

(مصطفى): بالطبع هناك العديد من النتائج الإيجابية المترتبة على أن يسود التعاون بين الأشخاص وأهمها أنه سيعُم الخير ويسود المودة في المجتمع وبين الأشخاص إن تم تعزيز قيمة التعاون، حيث أنه حين يتعاون الشخص مع غيره في إتمام شيئًا ما على سبيل المثال؛ فإن ذلك سيؤثر بالإيجاب على الروح المعنوية لكليهما.

حيث إن الطرف الذي قدم المساعدة سيشعر بالسعادة لأنه استطاع أن يُفيد غيره، والآخر سيكون قد أنجز ما يريده.

أما على مستوى العمل والدراسة فإن التعاون بين الأشخاص يؤدي لإنجاز العمل وتحقيق المصلحة العامة، وستندهش من إحساسك بالراحة والثقة حين تقوم بتقديم المساعدة لغيرك، والتعاون بين الأشخاص يؤدي لتوفير الجهد وتقليل الوقت المتطلب لإنجاز المهام المختلفة، وأخيرًا وليس آخرًا التعاون يُعد سببًا من أسباب تقدُم الشعوب وتطورها.

حوار بين شخصين عن التعاون كان موضوعنا، وقُمنا بتناول التعاون بكل ما يخُصه من تعريف وأشكال واستشهاد من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، بالإضافة للآثار المترتبة عليه، في محاولة منا لإلقاء الضوء على أهميته ولتعزيز قيمته في المجتمع.

إغلاق