التخطي إلى المحتوى
محتويات


خطبة عن الموت مؤثرة جدا ؛ يعيش بعض الناس في هذة الحياة الدنيا معتقدا انها تدوم له ، فيسعى بذلك بكل ما له من قوة الى كسب المال بالطرق المختلفة الشرعية منها وغير ذلك دون النظر الى الاخرة وما سوف يتعرض له فيها من حساب ، وعلي المؤمن في هذا الصدد السعي الى ما بعد الموت باعتباره حقيقة ثابته من عناصر الإيمان الحق .

قَالَ اللهُ – جَلَّ فِي عُلَاهُ -: ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ﴾ [آل عمران: 185]

أجمل موعظة عن الموت

من يعلم حقيقة هذه الحياة الدنيا وما هي إلا متاع زائل يترك كل ما بها من فساد ولهو املا في ان يتقبله المولى عز وجل في عداد المستغفرين التائبين الى الله سبحانه وتعالى الساعين نحو فعل الخير وترك المعصية ، وعلى المسلم في هذا الصدد كي يعلم الدنيا على حقيقتها وماهي الا متاع الغرور القراءة عن الموت والاستفادة من ما به من موعظة من أجل السعي له وترك النعيم الزائف في الدنيا .

سَاعَةُ الْمَوْتِ، سَاعَةٌ لَا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ – كَائِنًا مَنْ كَانَ – أَنْ يُؤَخِّرَهَا عَنْ نَفْسِهِ، أَوْ غَيْرِهِ، وَلَوْ لِسَاعَةٍ، حَتَّى يَتَدَارَكَ مَا فَاتَهُ، وَيُصَحِّحَ مِنْ أَوْضَاعِهِ، قَالَ اللهُ: ﴿ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ ﴾ [يس: 50]؛ فَهِيَ تَأْخُذُهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ فِي جِدَالِـهِمْ وَخِصَامِهِمْ فِي مُعْتَرَكِ الْحَيَاةِ، لَا يَتَوَقَّعُونَهَا، وَلَا يَحْسِبُونَ لَهَا حِسَابًا، فَإِذَا هُمْ مُنْتَهُونَ، كُلٌّ عَلَى حَالِهِ الَّتِي هُوَ عَلَيْهَا، لَا يَمْلِكُ أَنْ يُوصِيَ لِـمَنْ بَعْدَهُ، وَلَا أَنْ يَرْجِعَ إِلَى أَهْلِهِ، فَيُوصِيهِمْ بِمَا فِيهِ مَصَالِـحِهِ وَإِنْقَاذِ نَفْسِهِ.

وَهَذَا إِنْذَارٌ لِأَهْلِ الْغَفْلَةِ الَّذِينَ غَفَلُوا عَنِ الْمَوْتِ، وَشَغَلَتْهُمُ الدُّنْيَا عَنْ تَذَكُّرِهِ، فَفَاجَأَهُمُ الْمَوْتُ؛ فَلَا يُسْعِفُهُمُ الْوَقْتُ لِيُصْلِحَ مَا يُمْكِنُ إِصْلَاحُهُ؛ فَالْمَوْتُ لَا يَنْبَغِي أَنْ يَسْتَبْطِئَهُ مِنَّا أَحَدٌ؛ فَلَا أَحَدَ يَعْلَمُ مَوْعِدَ رَحِيلِهِ مِنَ الدُّنْيَا، وَلَيْسَ لَهُ بَعْدَ الْمَوْتِ مِنْ عَمَلٍ وَلَا تَوْبَةٍ وَلَا اسْتِدْرَاكِ شَيْءٍ وَلَا تَصْحِيحِ وَضْعٍ.

خطبة مكتوبة عن الموت للشيخ كشك

القراءة عن الموت وسماع الخطب والأحاديث الدينية عن هذه الحقيقة الثابتة فى الحياة والتى يجب على كل كائن حي من نبات وحيوان وكل إنسان مهما بلغ من جبروت ومهما كان له من قوة من اجمل السبل التي تجعل المسلم يحيا على هذه الأرض بنفس راضية ويشعر بالأمان بأن هذه الدنيا زائلة ولا تستحق الجهاد في سبيلها حيث ان الله واسع المغفرة ينظر إلى المؤمن بعين الرحمة فهو الحي الذي لا يموت .

حتى تشقى نفسك وراء مادتك, أنت الذي نزلت من مجرى البول مرتين, من أنت؟ إذا نسيت الله فأنت حفنة من التراب تداس بالأقدام, من أنت يا ابن آدم؟ والقبر يناديك كل يوم بلسان حاله أنا بيت الغربة, أنا بيت الوحشة, أنا بيت الدود, أنا بيت التراب, يا ابن آدم, لا تتكبر على ظهري لأنني غداً سأضمك في بطني.

الموت في القرآن

وردت كلمة الموت في الكثير من آيات المصحف الشريفة وذلك من أجل الموعظة الحسنة والتأكيد من المولى العزيز الحكيم على ان كل انسان له وقت محسوم تخرج فيه الروح الى بارئها ويبدأ الحساب عن كل صغيرة وكبيرة فعلها الإنسان في هذه الحياة التي لا تساوي جناح بعوضة كما اشارت اليها الكثير من الاقوال الماثورة والخطب والأحاديث الدينية .

  • ﴿ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾ [الرحمن: 26 ،27]♦
  • ﴿ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ ﴾ [الملك: 2]♦
  •  ﴿ أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا ﴾ [النساء: 78]♦
  • ﴿ وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ ﴾ [الأنبياء: 34]♦
  • ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ﴾ [الأنبياء: 35]

خطبة عن الموت المفاجئ

من أصعب ما يتعرض اليه البشر هو موت الغفلة أو الموت المفاجئ الذي يأتي في لحظة واحدة دون مرض أو شعور به ، ويسبب الكثير من الآلام على من حول الفقيد الذى يكون بينهم ثم يتركهم في لحظة واحدة ليدفن تحت التراب ذاهبا الى عالم الاخرة الابدي .

مَعَاشِرَ الْمُسْلِمِينَ: كَمْ يَسْعَى الْإِنْسَانُ فِي دُنْيَاهُ وَيَجْهَدُ نَفْسَهُ، فَيَبْذُلُ وَيَكْدَحُ، يُخَطِّطُ وَيُدَبِّرُ، وَيَرْسُمُ وَيُقَدِّرُ، قَدْ مَلَأَ قَلْبَهُ أَمَلًا فِي الْعَيْشِ وَمَنَّى نَفْسَهُ بِمَا تَلَذَّذَ مِنْ مُتَعِ الْحَيَاةِ، تَرَاهُ يَرْصُدُ حِسَابَاتِهِ، وَيُدَقِّقُ فِي تِجَارَاتِهِ، يَعْرَقُ لِيَجْمَعَ، وَيَجْمَعُ لِيُعْطِيَ أَوْ يَمْنَعَ، أَهَمَّهُ شَأْنُ الْأَوْلَادِ، وَأَقْلَقَهُ تَأْمِينُ الْمُسْتَقْبَلِ، انْشَغَلَ لُبُّهُ وَقَلْبُهُ بِمَشْرُوعٍ وَمَشْرُوعَاتٍ، آمَالُهُ كَثِيرَةٌ، وَأَمَانِيهِ مُتَلَوِّنَةٌ…

مَرْكَبٌ وَمَسْكَنٌ، وَظِيفَةٌ وَجَاهٌ، سَفَرٌ وَسِيَاحَةٌ، إِذَا انْتَهَى مِنْ أَمَلٍ لَاحَ فِي خَيَالِهِ أَمَلٌ آخَرُ، فَتَرَاهُ فِي يَوْمِهِ وَشَهْرِهِ وَسَنَتِهِ يَتَنَقَّلُ مِنْ أَمَلٍ إِلَى أَمَلٍ، وَفِي لَحْظَةٍ غَيْرِ مَحْسُوبَةٍ وَسَاعَةٍ غَيْرِ مُنْتَظَرَةٍ، وَبَيْنَمَا هُوَ فِي صِحَّةٍ وَقُوَّةٍ وَاسْتِقْرَارٍ وَفُتُوَّةٍ، هُنَا وَبِلَا مُقَدِّمَاتٍ وَلَا سَابِقِ إِنْذَارٍ تَنْزِلُ بِهِ لَحْظَةٌ غَرِيبَةٌ وَمُفَاجَأَةٌ رَهِيبَةٌ .. نَزَلَ بِهِ نَازِلُ الْمَوْتِ (وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ) [ق: 19].

يَا اللَّهُ! لَا مَرَضَ يَشْتَكِي، وَلَا عِلَّةَ تُكَدِّرُ، وَلَا هَرَمَ يُفْسِدُ، هُنَا رَأَى عَيْنَ الْيَقِينِ، مَلَكَ الْمَوْتِ الَّذِي طَالَمَا كَرِهَ سَمَاعَهُ، رَآهُ وَرَأَى مَعَهُ مَلَائِكَةً أُخْرَى يَطْلُبُونَ وَدِيعَةَ اللَّهِ (قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ) [السجدة: 11].

لَا تَسَلْ حِينَهَا عَنِ الْحَسَرَاتِ، وَتَمَنِّي الرُّجُوعِ لِلدُّنْيَا لِعَمَلِ الصَّالِحَاتِ الْبَاقِيَاتِ، وَلَكِنْ لَا رُجُوعَ هُنَا، وَلَا تَوْبَةَ وَلَا عَمَلَ وَلَا قُرْبَةَ، وَتَبْدَأُ بَعْدَهَا عَمَلِيَّةُ نَزْعِ الرُّوحِ بِكَرْبِهَا وَمُرِّهَا وَغَصَصِهَا، فَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ “إِنَّ لِلْمَوْتِ لَسَكَرَاتٍ” قَالَهَا الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

فِي ذَلِكَ الْحِينِ يَعْرَقُ الْجَبِينُ، وَيَظْهَرُ الْأَنِينُ، وَيَشْتَدُّ الْحَنِينُ .. فِي ذَلِكَ الْحِينِ يَتَغَيَّرُ اللَّوْنُ، وَيَيْبَسُ اللِّسَانُ، وَتَتَشَنَّجُ الْأَصَابِعُ، وَيَقِفُ شَعَرُ الْجِلْدِ، وَيَتَحَشْرَجُ الصَّدْرُ، وَيَشْخَصُ الْبَصَرُ..

خطبة عن الاستعداد للموت

الاستعداد للموت من الأمور الأساسية والهامة جدا التى يجب الحرص على عليها من جانب كل مسلم عاقل بالغ يدرك حقيقة هذه الحياة الفانية التي لا تستحق منه الى الساعات التي يقضيها في حب الله وأداء العبادات ومناجاته سبحانه وتعالى بالدعاء .

الحمد لله آوَى من إلى لُطفه أوَى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له داوَى بإنعامه من يئِسَ من أسقامِه الدوا، وأشهد أن نبيَّنا وسيدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه صلاةً وسلامًا دائمَين مُمتدَّين إلى يوم الدين.

أما بعد:

فيا أيها المسلمون: اتقوا الله حقَّ تُقاته: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) [التوبة: 119].

أيها المسلمون: إنكم في دارٍ قليلٍ بقاؤُها، وشيكٍ فناؤُها، سريعٍ انقضاؤُها، فحاذِروا ضياعَ العُمر بين العجز والكسَل، وتصرُّم الساعات بين الرَّكضة والغفلة واللهو والإعراض.

يا غافلاً يتمادَى، غدًا عليه يُنادَى:

إلى كم ذا التراخِي والتمادِي *** وحادِي الموتِ بالأرواح حادِي

فلـو كُنَّا جـمادًا لاتَّعظنا *** ولكِـنَّا أشـدُّ مـن الجمـادِ

ولا خيرَ في الدنيا لمن لم يكن له *** من الله في دار المُقامِ نصيبُ

فإن تُعجِبِ الدنيـا رجالاً فإنها *** متـاعٌ قليلٌ والزوالُ قريبُ

(وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) [آل عمران: 185]، (فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ) [التوبة: 38]، (قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا) [النساء: 77]، (وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) [العنكبوت: 64].

عباد الله: إن ثمرةَ الاستماع الاتِّباع، فكونوا من الذين يستمِعون القولَ فيتَّبِعون أحسنَه.

وصلُّوا وسلِّموا على أحمدَ الهادي شفيعِ الورَى طُرًّا؛ فمن صلَّى عليه صلاةً واحدةً صلَّى الله عليه بها عشرًا.

وجودكم معنا شرف لنا بموقعكم مثقف