التخطي إلى المحتوى
محتويات


هل يجوز طلاق الحائض والنفساء ؛ هناك بعض القضايا الفقهية تكون محل اختلاف بين الفقهاء ، من أهمها مسألة الطلاق وما لها من أحكام واجبة وردت في القرآن الكريم وأخرى اختلف عليها علماء الفقه

بقول الله تعالى: «الطَّلاقُ مَرَّتَانِ فَإمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ …»

 تحريم الإفتاء طلاق الحائض

أكد الدكتور شوقي علام مفتى الجمهورية على تحريم الطلاق في أثناء فترة حيض المرأة أو في النفاس هو الفترة التي تتبع الولادة نظرا لما تكون عليه المرأة في هذه الحالات من نفسية مضطربة وسيئة تجعلها تتصرف في بعض الاحيان بعصبية زائدة ، وقد استندت الافتاء في هذا الصدد بما ورد في القرآن الكريم من آيات الطلاق .

رأي الأزهر في طلاق الحائض

وعلي الجانب الآخر فقد قرر الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف والأمين العام لهيئة كبار العلماء ما يكون من عدم جواز طلاق الحائض أو النفساء ، حيث أوضح شومان في هذا السياق أن الطلاق الشرعي لا يكون إلا في حالة طهر المرأة وبشرط عدم وقوع معاشرة جنسية في هذا الطهر .

طلاق الحائض طلاق بدعي

كما أشار الدكتور عباس شومان على أن الطلاق البدعي هو ما يكون في اثناء الحيض او النفاس او في اثناء الطهر الذي قد حدث فيه جماع بين الزوجين الا اذا كانت الزوجة حاملا في هذا الطهر فإن الطلاق في هذه الحالة يكون شرعي حتى وإن كان في طهر لم يحدث فيه معاشرة .

 الرجعة واجبة عند الحنفية، والمالكية إذا طلق الرجل امرأته طلقة واحدة في حالة حيض، فهذا طلاق بدعي يستوجب التصحيح، والتصحيح لا يتم إلا بالرجعة. والدليل على ذلك حديث ابن عمر: أنه طلق امرأته وهي حائض، على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسأل عمر بن الخطاب النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: مره فليراجعها، ثم ليمسكها حتى تطهر، ثم تحيض ثم تطهر، ثم إن شاء أمسك بعد، وإن شاء طلق قبل أن يمس، فتلك العدة التي أمر الله أن تطلق لها النساء، وتسن عند الشافعية والحنابلة في هذه الحالة.

طلاق النفساء

طلاق النفساء مثله مثل طلاق الحائض في الحكم عند كافة الفقهاء ، حيث يكون من المحرمات ولكنه يقع وذلك بحسب اتفاق الأئمة الأربعة في هذا الشأن ، وذلك لما في حديث ابن عمر رضي الله عنهما في ضرورة المراجعة والتى لا تكون إلا بعد وقوع الطلاق بصورة فعلية .

مَا وَرَدَ : أَنَّ عَبْدَ اللَّهَ بْنَ عُمَرَ طَلَّقَ زَوْجَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ ، فَسَأَلَ عُمَرُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ فَتَغَيَّظَ وَقَالَ لَهُ : { مُرْهُ فَلْيُرَاجِعْهَا ثُمَّ يُمْسِكْهَا حَتَّى تَطْهُرَ ثُمَّ تَحِيضَ ثُمَّ تَطْهُرَ ثُمَّ إنْ شَاءَ أَمْسَكَهَا وَإِنْ شَاءَ طَلَّقَهَا قَبْلَ أَنْ يَمَسَّهَا فَتِلْكَ الْعِدَّةُ الَّتِي أَمَرَ اللَّهُ أَنْ تَطْلُقَ لَهَا النِّسَاءُ }

حكم طلاق الحائض ثلاث طلقات

أشار الدكتور محمد الشحات الجندي عضو مجمع البحوث الإسلامية إلى أن الطلاق ثلاثا في كلمة واحدة أو في كلمات متفرقة في نفس المجلس كان يقول لزوجته انتي طالق ويكرر تلك الكلمة ثلاث مرات هو من الطلاق البدعي سواء كان اثناء الحيض او في فترة الطهر ويقع باتفاق الأئمة ويجب على الزوج المراجعة والتوبة .

النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما أنكر على ابن عمر الطلاق في زمن الحيض قال ابن عمر: أرأيت يا رسول الله لو طلقتها ثلاثًا؟ قال: «إذًا عصيت ربك وبانت منك».

عدة طلاق الحائض

بالرغم من اتفاق الفقهاء والأئمة الأربعة على أن طلاق الحائض حرام وهو من الطلاق البدعي إلا أن طلاق الرجل زوجته في هذه الحالة بقع بإجماع الفقهاء وللمرأة الالتزام بالعدة التي تتمثل في ثلاث حيضات متتابعة ، وإن كان الطلاق للحائض أو النفساء دون الثلاث فإنه يجب على الزوج المراجعة والطلاق في طهر لم يمسها فيه إن أراد .

قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ) الطلاق

طلاق الحائض في المذهب المالكي

من الثابت في راي المذهب المالكي حول مسالة طلاق الحائض والنفساء ان ذلك يدخل في سياق الحرام إلا إذا كانت الزوجة غير مدخول بها ، ويدخل الطلاق في الحيض عند المالكية في سياق الطلاق البدعي المحرم الذي يعمل على إجبار الزوج في إرجاع زوجته ، كما ورد في الكتب المعتمدة المالكية والتى يكون منها متن الرسالة لأبي زيد ومختصر خليل .

نرحب بمتابعتكم وآرائكم معنا في موقعكم مثقف