التخطي إلى المحتوى
محتويات


فضل سورة الأنبياء والاستغفار هي إحدى السور المكية التي تناولت آياتها الكثير من المواضيع الهامة، منها قضية البعث والجزاء وأهوال يوم الحساب وبعض قصص الأنبياء والمرسلين ويبلغ عدد الآيات الخاصة بها مائة واثنتي عشر آية، وتقع في الجزء السابع عشر من القرآن الكريم، وقد أطلق عليها هذا الاسم لأن أسماء أغلب الرسل جاءت مذكورة فيها.

مقاصد سورة الأنبياء

اشتملت سورة الأنبياء على العديد من المقاصد الدينية، والتي يمكن ذكرها على النحو التالي:

  • التأكيد على قضية البعث وأنه أمر واقع لا محالة، وتنبيه الناس بوجود حياة أخرى أبقى غير الحياة التي يعيشونها، وأن رب العالمين سبحانه وتعالى سوف يبعث البشر أجمعين يوم القيامة ليحاسبهم على ما قدموا في دنياهم من أعمال سواء كانت صالحة أم فاسدة.
  • تحذير الناس من التكذيب بالنبي المصطفى والقرآن الكريم، وذكرتهم أنه صلى الله عليه وسلم نبي بعثه الله تعالى برسالة شأنه شأن باقي الرسل والأنبياء المبعوثين الذين جاءوا من قبله.
  • ذكرت هذه الآية الكريمة بعض أخبار الرسل والمرسلين مؤكدة على أنهم جميعاً جاؤوا بدين الله، كما ذكرت بمصير الأمم والأقوام السابقة التي كذبتهم،
  • عظمت من شأن القرآن الكريم فهو كتاب الله المنزل من السماء، وذكرت بنعم رب العالمين سبحانه وتعالى على عباده.
  • حذرت البشر من أن يغرهم طول الأمد في الحياة الدنيا مع التأكيد على أن كافة المخلوقات على وجه البسيطة إلي زوال ومصيرها الفناء والنهاية.
  • الإقرار بوحدانية رب العالمين وربوبيته وتنزيهه جل وعلا عن الشرك وأن يكون له أبناء.
  • ثناء الله تعالى على المؤمنين وأن جزاءهم خيري الدنيا والأخرة.

فضل سورة الأنبياء

تتضمن هذه السورة الكريمة الكثير من الأدعية المأثورة التي دعا بها الأنبياء والرسل صلوات الله وسلامه عليهم جميعا، ومن هذه الأدعية ما يلي:

  1. دعاء سيدنا يونس وهو في بطن الحوت {وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} .
  2. دعاء سيدنا ايوب {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآَتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ}.
  3. دعاء سيدنا زكريا عليه السلام {وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ}.

ومما سبق يتضح أن الدعاء في هذه السورة يحمل طابع الخصوصية فكل نبي له مطلب معين وحاجة خاصة به، فهي اشتملت على جوامع الدعاء التي يمكن لكل عبد مسلم الانتقاء من بينها وفقا لحاجته ومطلبه الذي يريده.

فضل سورة الأنبياء والاستغفار

ورد في فضل سورة الأنبياء الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة، ومنها:

عن عبد اللَّه بن مسعود -رضي الله عنه- قالَ: “بني إسرائيلَ والكهف ومريم وطه والأنبياء: هنَّ منَ العِتاقِ الأُوَلِ، وهُنَّ مِنْ تِلادِي”. والعِتاق: جمع عتيق، والعرب تجعل كلَّ شيءٍ بلغَ الغاية في الجودة عتيقًا.

والمُراد تفضيل هذه السور لما تضمنت من أخبار الأنبياء -عليهم الصَّلاة السَّلام- وقصصهم، وتلادي: أي من الأشياء التي كان يداوم عليها النَّبيُّ عليه الصَّلاة والسَّلام، ومن السور التي أحبَّها وأكثر من قراءتها، فكانت لها مكانة عند الرسول الكريم.

عن عامر بن ربيعة -رضي الله عنه- أنّه نزل به رجل من العرب، فأكرم مثواه، وكلم فيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فجاءه الرجل، فقال: إني استقطعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- واديًا، وقد أردت أن أقطع لك منه قطعة. تكون لك، وعقبك من بعدك، فقال عامر: لا حاجة لي في قطيعتك، نزلت اليوم سورة أذهلتنا عن الدنيا: “اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ .

روي عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أنه قال : «من قرأ هذه السورة حاسبه اللّه حسابا يسيرا ، وصافحه وسلم عليه كل نبي ذكر فيها”.

وفي رواية أخرى «من قرأ سورة الأنبياء حبّا لها كان كمن رافق النبيين أجمعين في جنات النعيم ، وكان مهيبا في أعين الناس حياة الدنيا».