مَنْ هُوَ الصَّحَابِيُّ الَّذِي تَزَوَّجَ اثْنَتَيْنِ مِن بَنَاتِ الرَّسُولِ؟ وَالَّذِي كَانَ مِنَ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ، وَيُعْتَبَرُ قُدْوَةً يُحْتَذَى بِهَا فِي أُمُورِ الدِّينِ وَالدُّنْيَا، هَذَا أَمْرٌ يَهْتَمُّ جَمِيعُ الْمُسْلِمِينَ بِالتَّعَرُّفِ عَلَيْهِ، وَالْإِلْمَامُ بِصُورَةٍ أَكْبَرُ بِالسِّيَّرَةِ الذَّاتِيَّةِ لِهَذَا الصَّحَابِيِّ الْجَلِيلِ، لِلتَّعَلُّمِ مِنْهُ وَالِاقْتِدَاءِ بِهِ، وَمِنْ خِلَالِ مَوْقِعِ مثقف يُتَمُّ بَيَانُ مَنْ هُوَ الصَّحَابِيُّ الَّذِي تَزَوَّجَ بِنْتَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
الصحابي الذي تزوج اثنتين من بنات الرسول
الصحابي هو عثمان بن عفان تزوج بنتين من الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم-. وقد اطلق عليه لقب “ذي النورين” لأنه تزوج رقية وأم كلثوم، بنتي النبي، وانجب منهما طفلاً. وتوفيت رقية خلال غزوة بدر وتوفيت أم كلثوم أيضاً في حياة النبي. يجب أن نعلم أن الخليفة الراشد عثمان بن عفان هو الوحيد الذي تزوج بنتين من أبيه منذ آدم، وهذا أمر لا يتكرر حتى قيام الساعة.
نبذه عن عثمان بن عفان
عثمان بن عفان من القرشيين. فهو من سلالة الأمويين وله صلة قرابة مع الرسول من جهة أبيه عبد مناف في الجد الخامس. وكان والده ابن عم لأبي سفيان بن حرب. واشتهر والده بأنه من أسرة ثرية وذات نفوذ، وكان معروفًا بخصائص حميدة مثل الكرم والعزة. وكانوا أيضًا تاجرين.
تركه والده تاجرًا غنيًا بعد وفاته أثناء إحدى الرحلات الصيفية إلى الشام. أما من جهة والدته، فقد كانت والدته أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
وكانت هي ابنة عم الرسول صلى الله عليه وسلم. وتوفيت في فترة حكمه ودفنت في البقيع. يعلم أن لعثمان بن عفان أختًا شقيقة تدعى آمنة. ولديه أيضًا أخًا من والدته، الذي تزوجته والدته بعد وفاة والده. وأنجبت أربعة أبناء هم عمرو وخالد وأم كلثوم والوليد.
زواجه من بنتي الرسول:
قبل وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، تزوج عثمان بن عفان من رقية بنت النبي. ثم وبعد وفاة رقية، تزوج عثمان من أختها أم كلثوم بنت محمد صلى الله عليه وسلم. كان زواجه من بنتي النبي علامة على مكانته وثقافته واحترامه في المجتمع المسلم.
دور عثمان بن عفان في الاسلام
فيما يلي مجموعة من الأعمال الطيبة التي قام بها الصحابي الجليل عُثمان بن عفان -رضي الله عنه- وأرضاه:
- إنفاق في سبيل الله: اشتهر عثمان بكثرة الإنفاق في سبيل الله وفي نصرة الدين الإسلامي. كان يعطي الفقراء والمحتاجين ويسدد ديون المسلمين.
- تجهيز جيش العسرة: قام عثمان بتجهيز جيش العسرة الذي شارك في غزوة تبوك في السنة 9 من الهجرة. قدم مساعدات مادية وعسكرية للجيش وضمن تأمين احتياجاتهم.
- تولي الخلافة: تولى عثمان بن عفان الخلافة بعد عمر بن الخطاب، وذلك بعد أن رُشِح بعد ابن الخطاب 6 من أفضل الصحابة. تم اختيار عثمان لهذا المنصب بسبب تأهيله واستحقاقه له.
- التفويض في الخلافة: حرص عثمان على اتباع منهجية محددة في الخلافة وهي التفويض. قام بالتشاور مع الصحابة وقبول آرائهم في القرارات المهمة.
- تأسيس مجلس الشورى: قام عثمان بتأسيس مجلس الشورى الذي كان يضم نخبة من الصحابة المجتهدين والمتميزين.
- تأسيس المحكمة: قام عثمان بتأسيس المحكمة وتعيين قضاة محترفين في عهده. من أشهر هؤلاء القضاة أبو الدرداء في دمشق وثمامة في صنعاء وعثمان بن قيس في مصر.
- جمع القرآن الكريم: قام عثمان بجمع القرآن الكريم في رواية واحدة وذلك لحفظه بشكل صحيح ولمنع انتشار النسخ غير الصحيحة التي قد تؤدي إلى الاشتباه والخلاف.
- توسيع الدولة الإسلامية: قام عثمان بتوسيع الرقعة الخاصة بالدولة الإسلامية وفتح بلدان جديدة. كما أسس أسطول بحري لتأمين وحماية البلدان الإسلامية المطلة على الساحل.
بهذه الأعمال الطيبة والجليلة، قد أسهم الصحابي الجليل عُثمان بن عفان في استقرار الدولة الإسلامية وتوسيع نطاق الإسلام، وظلت أثره وتركته محفورة في تاريخ الإسلام بتبعثر.
نهاية حياة عثمان وتأثيره في الأمة:
في عام 656 هجري، تم اغتيال عثمان بن عفان خلال احتجاجات في المدينة المنورة. وكانت وفاته لها تأثير كبير على المسلمين والدولة الإسلامية بشكل عام. شُيّع كحليف محبوب وظل صدى أعماله الإصلاحية طويلًا في تاريخ الإسلام.
باختصار، كان عثمان بن عفان شخصًا عظيمًا في تاريخ الإسلام. تزوج من بنتي الرسول صلى الله عليه وسلم وشارك في نشر الإسلام وبناء الدولة الإسلامية. ورغم اغتياله، لا تزال إسهاماته محفورة في تاريخ الإسلام وتذكر كعلامة على التواضع والشجاعة في سبيل الله.