التخطي إلى المحتوى
محتويات

سنتناول اليوم شرح درس أسلوب الاختصاص ببعض من التفصيل لما له من أهمية كبرى في البناء اللغوي العربي، فاللغة العربية هي لغة البلاغة التي تهتم بالإيجاز مع تقديم المعنى من الجملة، لذلك نجد بها كثير من الأساليب الإنشائية الشائقة، تابعوا معنا في موقع مثقف.

شرح درس أسلوب الاختصاص

شرح درس أسلوب الاختصاص

لكي يتم شرح درس أسلوب الاختصاص بصورة واضحة يجب علينا تفصيله إلى أجزاء أولية يسهل فهمها وبالتالي تطبيقها بسهولة، وذلك على النحو التالي:

تعريف أسلوب الاختصاص

أسلوب الاختصاص هو أسلوب (أو عمل لغوي على رأي بعض النحاة) يذكر فيه المتكلم اسم ظاهر ويليه ضمير لبيان الهدف من ذكره، وهذا الاسم الظاهر الذي تتم ذكره اسمه: “الاسم المختص/ اسمًا مختصًا” وهو من المنصوبات على تقرير الفعل “أخص” كأنه مفعول به.

مثال: نحن الطلاب مجتهدون

أصل الجملة هو “نحن مجتهدون” لكن دخل عليها كلمة “الطلاب” لكي توضح المقصود من المتكلم (المقصود من كلمة نحن)، وتقدير الكلام هو “نحن -أخص الطلاب- مجتهدون” ولكن تم حذف الفعل” أخص” وهو محذوف وجوبًا؛ فبقيت الجملة هكذا.

تعريف المختص (المخصوص)

المختص هو اسم ظاهر منصوب معرفة تم قصد تخصيصه وذلك بحكم الضمير الواقع قبله.

مثال: نحن المسلمون نخاف الله.

لنا العرب تاريخ مشرق.

أنت الطالب مجتهد.

فكل من (المسلمون، العرب، الطالب) في الأمثلة السابقة اسم منصوب بفعل محذوف وجوبًا تقديره (أخص، أعني، أقصد).

إعراب الاسم المختص

هكذا نستنتج أن إعراب الاسم المختص الذي يرد بعد الضمير: اسم مفعول به منصوب على الاختصاص لفعل محذوف تقديره (أخص، أعني، أقصد).

مثال معرب: نحن العرب فصحاء.

نحن: ضمير مبني في محل رفع مبتدأ.

العرب: اسم منصوب على الاختصاص مفعول به منصوب لفعل محذوف تقديره أخص وعلامة نصبة الفتحة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره نحن، والجملة الفعلية من الفعل المحذوف وجوبًا ومفعوله وفاعله المستتر وجوبًا لا محل لها من الإعراب لأنها جمل اعتراضية.

فصحاء: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.

شرح درس أسلوب الاختصاص بالتفصيل

بعد أن عرفنا التعريفات الخاصة بأسلوب الاختصاص نكون على أهبة الاستعداد لشرح درس أسلوب الاختصاص، فلتتأمل معي الأمثلة الآتية:

1 نحن أذكياء نحن الشباب أذكياء
2 لنا تاريخ مشرق لنا بني الإسلام تاريخ مشرق
3 بكن ترتقي البلاد بكن أيتها الفتيات ترتقي البلاد
4 أنت تحب بلدك أنت أيها الجندي تحب بلدك

القارئ للأمثلة في الجانب الأيمن من الجدول السابق؛ سيدور في عقله من المقصود بـ(نحن، نا، الكاف، أنت) فمن المتكلم أو من المقصود به على وجه التحديد، وهل هو يعرف نفسه من الحوار، فقد يكون في أكثر من دائرة اجتماعية في المثال الثالث مثلًا قد يكون المخاط (أب، جندي، مواطن، يلعب رياضة باسم بلده، يعمل في عمل تطوعي…) كل هذا في نفس الوقت.

هذا بخلاف أن المستمع الثالث لهذا الحوار الدائر بين المتكلم والمستمع قد لا يكون علم بماهية المقصود بالخطاب، فيحدث اللبس وعدم الفهم، لهذا جاء أسلوب الاختصاص لبيان المقصود وإزالة اللبس، فنجد في الجانب الأيسر:

1-  المتكلم المقصود بـ(نحن) هم الشباب.

2-  المتكلم المقصود بـ(نا) هم بني الإسلام.

3-  المخاطبات المقصودات بالكاف هن الفتيات.

4-  المخاطب المقصود ب،(أنت) هو الجندي.

فأسلوب الاختصاص فو من أفهمنا ذلك، وهذه فائدته.

إعراب الأمثلة السابقة

1-  نحن الشباب أذكياء

  •   نحن: ضمير منفصل مبني على الضم في محل رفع مبتدأ.
  •   الشباب: اسم منصوب على الاختصاص مفعول به منصوب لفعل محذوف تقديره أخص وعلامة نصبة الفتحة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره نحن، والجملة الفعلية من الفعل المحذوف وجوبًا ومفعوله وفاعله المستتر وجوبًا لا محل لها من الإعراب لأنها جمل اعتراضية
  •   أذكياء: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

2-  لنا بني الإسلام تاريخ مشرق

  •   لنا: اللام حرف جر مبني لا محل له من الإعراب، و(نا) ضمير متصل مبني في محل جر، وشبه الجملة من الجار والمجرور في محل رفع خبر مقدم.
  •   بني: اسم منصوب على الاختصاص مفعول به منصوب لفعل محذوف تقديره أخص وعلامة نصبة الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره أنا.
  •   الإسلام: اسم مضاف إليه منصوب وعلامة نصبه الكسرة على أخره.
  •   تاريخ: مبتدأ (مؤخر) مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
  •   مشرق: نعت لـ(تاريخ) مرفوع وعلامة رفعه الضمة.

3-  بكن أيتها الفتيات ترتقي البلاد

  •   بكن:

–        الباء: حرف جر مبني لا محل له من الإعراب.

–        الكاف: ضمير متصل مبني في محل جر اسم مجرور، والجار والمجرور متعلق بالفعل (ترتقي) المتأخر في الجملة.

–        النون: علامة جمع المؤنث السالم.

  •   أيتها:

–        أية: ضمير مبني على الضم، في محل نصب مفعول به على الاختصاص لفعل محذوف وجوبًا تقديره (أخص)، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

–        الفاعل: ضمير مستتر وجوبًا تقديره أنتن.

–        الهاء: حرف للتنبيه مبني لا محل له من الإعراب.

–        الجملة الفعلية في محل نصب الحال.

  •   الفتيات: نعت مرفوع وعلامة رفعه الضمة.
  •   ترتقي: فعل مضارع مرفوع علامة رفعه الضمة المقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل.
  •   البلاد: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

القراء الذين اضطلعوا على هذا الموضوع قد شاهدوا أيضًا..

صور الاسم المخصوص/ المختص

للاسم المختص ثلاث صور شهيرة في اللغة العربية، هي:

1-  الصورة الأولى: أن يكون معرف بـ (أل).

مثل: نحن المدرسين نعلم الأطفال.

2-  الصورة الثانية: أن يكون مضاف إلى معرفة.

مثل: نحن مدرسين المدرسة نعلم الطلاب.

3-  الصورة الثالثة: أن يكون إحدى الكلمتين:

  •   أيَّةُ: للمؤنث.
  •   أىُّ: للمذكر.

مثل:

–        أنت أيها الرجل أمل الأمة.

–        أنتِ أيتها المرأة معلمة الجيل.

–        أنت أيها الشاب ذخر الوطن.

فإذا جاء المختص بهذه الصورة الثالثة فإنه يعرب كالتالي:

  •   (أيُّها، أيَّتُها): ضمير مبني على الضم في محل نصب مفعول به على الاختصاص، لفعل محذوف وجوبًا تقديره (أخص)، والهاء حرف مبني للتنبيه.
  •   الاسم بعد (أيُّها، أيَّتُها): لها حالتان من الإعراب هما:

–        لو كان اسم مشتقًا: صفة/ نعت مرفوع.

–        لو كان اسم جامد: بدل مرفوع.

علامات تميز بها المختص

للمختص بعض العلامات قد تتوافر فيه، بها تقدر على تحديده في الجملة أو الفقرة وهي:

  •   يسبقه ضمير.
  •   في بعض الحالات يقع بين شرطتين جملة الاعتراض “نحن -العرب- فصحاء”.
  •   معرفة فلا يأتي نكرة أبدًا، وقد ذكرنا النكرة والمعرفة في شرح درس النكرة والمعرفة وأنواع المعارف.
  •   يمكن حذفه من الجملة دون أن يختل ركنيها الأساسيين.
  •   منصوب.

الغرض البلاغي من الاختصاص

هناك عدة أغراض للاختصاص نحو:

  •   الغرض الأصلي للباب (الاختصاص والقصر) مثل الأمثلة السابقة كلها.
  •   الفخر، مثل قول الشاعر: “لنا -معشر الأنصار- مجد مؤثل *** بإرضائنا خير البرية أحمدا“.
  •   التواضع، نحو قول الشاعر: “أنا -الضعيف العاجز- أحطم البغي ***  وأهدم قلاع الظالمين“.
  •   بيان ما في الضمير من نوع المتكلم أو المخاطب.. مثل قول بشامة بن حزن النهشلي الذي نقله أبي تمام في ديوان الحماسة من بحر الرجز المصرع: “إنَّا -بني نَهْشَلٍ- لا نَدَّعي لأَبٍ … عَنْهُ وَلاَ هُوَ بِالأبْناءِ بَشْرِينَا”.

الاختلاف بين المنادى والمخصوص

بين المخصوص والمنادى أوجه اختلاف على النحو التالي

  •   المختص لا يذكر قبله حرف النداء مطلقًا.. بينما المنادى يذكر قبله أداة النداء وإذا حذفت فهي مقدرة.
  •   المختص لا يقع في بداية الجملة أبدًا.. فهو ما في الوسط أو في الآخر بينما المنادى يقع في أول الجملة.
  •   لا بد أن يأتي ضمير قبل المختص.
  •   المنادى كثيرًا ما يأتي علم، بينما المخصوص نادرًا ما يأتي علم لكنه يرد في بعض الأحيان نحو قولنا “لكِ -مريم- جائزة عندي“.
  •   المختص لا بد أن يأتي معرفة فلا يكون(نكرة، اسم إشارة، اسم موصول) بينما قد يرد المنادى بكل هذه الصور.
  •   الاختصاص من الأساليب الخبرية، بينما النداء من الأساليب الإنشائية.

بذلك نكون قد قدمنا لكم شرح درس أسلوب الاختصاص بالتفصيل مع الأمثلة وبيان طريقة الإعراب مع ذكر الاختلاف بين المنادى والمخصوص، نرجو أن نكون قد أفدناكم.